مطالب بتحديد المسؤول عن "حادث طنجة" والنيابة العامة تحقق
ما زال سكان طنجة يعيشون على وقع صدمة سقوط أرجوحة للألعاب مساء أمس الأحد، والتي أدت لإصابة 20 شخصا، الأمر الذي انعكس على حسابات التواصل الاجتماعي حيث انتشر سؤال "من المسؤول؟" في دعوة صريحة لفتح تحقيق جدي حول ما جرى ومعرفة ما إذا كانت الشركة المشرفة على المكان تحترم دفتر التحملات.
واستبقت وزارة الداخلية، عبر ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، هذه الدعوات منتصف ليلة أمس بالتأكيد على أنه "تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث"، مبرزة أن خللا تقنيا كان وراء الواقعة، كما أن التدافع أدى إلى ارتفاع أعداد الجرحى.
ماذا جرى؟
الشهادات التي استقتها "الصحيفة" من شهود عيان تؤكد أن الأمر كان مفاجئا وصادما في الوقت نفسه، فالأشخاص الذين سبقوا الضحايا لركوب الأرجوحة الدائرية الموجودة بفضاء الألعاب "وفا إيفنت بارك"، الحاصل على ترخيص من المجلس الجماعي لطنجة، لم يشعروا بوجود أي خلل.
"كان الأمر طبيعيا، إلى حين اصطدام إحدى مركبات الأرجوحة بالأرض، لتتبعها مركبة ثانية وثالثة، الأمر الذي أدى إلى تطاير الضحايا في الهواء وسقوطهم على الأرض"، يقول شخص عاين الواقعة، قبل أن يضيف أن الأمر حدث في غضون دقائق وأن الأشخاص الذين عاينوا ما جرى شرعوا في الصراخ وأسرعوا بالفرار من المكان خوفا من سقوط ألعاب أخرى، ما أدى إلى حدوث تدافع عند بوابة فضاء الألعاب.
مكان "استراتيجي"
من الأمور التي جعلت حادث الأمس استثنائيا، المكان الذي توجد فيه مدينة الألعاب، والذي جعله برنامج "طنجة الكبرى" القلب المستقبلي النابض للمدينة سياحيا واقتصاديا، فالفضاء المذكور يجاور مباشرة محطة القطار فائح السرعة "التي جي في"، كما أنه محاط بفضاءات ترفيهية معروفة.
وفي المكان نفسه يوجد أكبر فضاء تجاري وترفيهي بالمدينة وهو "طنجة سيتي مول"، بالإضافة إلى وجود مجمع فنادق "هيلتون" الذي يعيش هذه الأيام ذروة استقباله للسياح الأجانب، بالإضافة إلى أن المكان قريب من محج محمد السادس أو "الكورنيش".
ليست المرة الأولى!
على الرغم من أن حادث مدينة الألعاب كان صادما ومرعبا، إلا أنه ليس الأول من نوعه هذا الصيف، إذ إن أشهر فضاء للألعاب المائية بطنجة، والموجود بمنطقة "المنار" على الطريق المؤدية إلى القصر الصغير، كان قبل أيام على موعد مع حادث خطير أعاد طرح علامات الاستفهام حول مدى قيام المشرفين عليه بأعمال الصيانة الضرورية.
وكان شاب قد تعرض لكسور في أنحاء متفرقة من جسده عندما استخدم قناة ألعاب عملاقة تؤدي إلى المسبح، حيث لم ينتبه إلى أن أحد أجزائها غير مثبت بإحكام ما أدى إلى سقوطه على الأرض قبل وصوله للمياه، في مشهد أثار ذعر الحاضرين.